مؤتمر الصومام 20/08/56 ظروف ودواعي انعقاد المؤتمر أهم قراراته انعكاساته على الثورة وردود الفعل الفرنسية
المقدمة : لقد استطاعت الثورة في فترة زمنية وجيزة أن تحقق انتصارات هامة على المستويين العسكري والدبلوماسي جعل فرنسا تأخذ بمبدأ المفاضلة بين ما هو أهم وما هو مهم ومن أجل الاحتفاظ بالأهم سلمت باستقلال كل من المغرب وتونس بهدف التفرغ للجزائر وعليه كان من الضروري على القيادة الثورية أن تفكر في تنظيم مؤتمرا تقييما لحصيلة سنتين من العمل ورسم إستراتيجية تحدد فيها الأهداف المرحلية والهدف النهائي 1ـ دواعي وظروف انعقاد المؤتمر: أـ دواعي انعقاد المؤتمر 1ـ عقد مؤتمر وطني للخروج بقيادة مركزية كان أكثر من ضرورة 2ـ تقييم المرحلة لتلافي السلبيات وتدعيم الايجابيات المحققة 3ـ وضع إستراتيجية جديدة تتماشى وطبيعة المرحلة بـ :ظروف انعقاد المؤتمر : 1ـ تركيز فرنسا على الجزائر بعد تسليمها باستقلال تونس والمغرب 2ـ الانتصارات التي حققتها الثورة على المستويين العسكري والسياسي ومن أبرز ذلك : ـ اتساع نطاق العمليات العسكرية لجيش التحرير الوطني ـ استقطاب معظم الشرائح المكونة للمجتمع الجزائري (الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في 9/1955 والاتحاد العام للعمال الجزائريين في24/02/1956) ـ الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية في عامها الأول بدخولها المحافل الدولية مؤتمر باندونغ أفريل 1955 والجمعية العامة للأمم المتحدة 30/09/1955 أهم قرارات المؤتمر : توج المؤتمر بقرارات تنظيمية في المجالين السياسي والعسكري كان لها الأثر الكبير في إعطاء الثورة صفة التنظيم والشمولية ـأـ التنظيمات السياسيةـ تكوين المجلس الوطني للثورة والذي يعد الهيأة العليا للثورة مشكلا من 34عضوا نصفه دائم ونصفه إضافي ـ تكوين لجنة التنسيق والتنفيذ مهمتها الإشراف على الشؤون السياسية والعسكرية وتوجيه قادة الولايات وهي مسؤولة أمام المجلس الوطني للثورة ـ إصدار بيان سياسي شامل عرف بميثاق الصومام والذي يحتوي على التنظيمات الجديدة للثورة لضمان الاستمرارية وبلورة أهداف الثورة وملامح الدولة الجزائرية المستقبلية وسياستها الداخلية والخارجية وأهم ما تضمنه : ـ تقسيم التراب الوطني إلى ست ولايات عسكرية ـ إنشاء مجلس ولاية بمثابة قيادة حرب على رأس الولاية عقيد يساعده نواب ـ نائب عسكري مكلف بالعمليات الحربية ـ نائب سياسي مكلف بالتوجيه السياسي ـ نائب مكلف بشؤون الأخبار والاتصالات . ب:تقسيم جيش التحرير الوطني إلى :ـ المجاهدون يمارس العمل العسكري بلباس عسكري ـ المسبلون والفدائيون يمارسون عملهم الحربي بلباسهم المدني ومن مهامهم العمليات الفدائية وجمع المعلومات الضرورية للجيش 3ـ انعكاسات تلك القرارات على مسيرة الثورة وردود الفعل الفرنسية : أـ انعكاسات تلك القرارات على مسيرة الثورة : ـ لقد مكن المؤتمر الثورة الجزائرية من وضع أجهزة تنظيمية سياسية عسكرية وتم تحديد الأهداف المرحلية والنهائية للثورة ـ أصبح العمل العسكري أكثر تنظيما وتنسيقا وأكثر نجاعة ولا أدل على ذلك من معركة جبل عمور سنة 1957 ـ ساهم في التعريف أكثر بالثورة الجزائرية لدى الرأي العام في الداخل والخارج ـ انعقاد المؤتمر في الجزائر تكذيب لفرنسا التي كانت تدعي السيطرة على كافة المناطق في الجزائر ـ انعقاد المؤتمر في الجزائر دليل على استقلالية القرار الجزائري ونفي لفكرة الثورة مستوردة ـ ساهم مؤتمر الصومام بقراراته في استعجال الأزمة السياسية التي كانت تعانيها فرنسا ومن مظاهرها السقوط المتتالي للحكومات . ب ـ ردود الفعل الفرنسية : تميز رد الفعل الفرنسي في اعتماد سياسة القمع والتصعيد من جهة والمراوغة السياسية من جهة ثانية ومن مظاهر هذه السياسة : ـ تكثيف العمليات العسكرية ـ غلق الحدود الشرقية والغربية (خط شال وموريس) لخنق الثورة وعزلها ـ التصريحات المثيرة (انسحاب فرنسا من الجزائر سيخلف أزمة إنسانية) ـ الإقدام على عملية القرصنة الجوية في 22/10/56 والتي استهدفت محمد بوضياف وأحمد بن بلة وحسين آيت أحمد ومحمد خيضر ومصطفى الأشرف ـ ممارسة سياسة غض الطرف على أعمال المستوطنين الذين أسسوا منظمة إرهابية (منظمة اليد الحمراء) ـ توسيع المحتشدات وتوسيع المناطق المحرمة ـ إجراء بعض الاتصالات السرية مع ممثلي جبهة التحرير الوطني تظاهرا منها بقبول مبدأ التفاوض الخاتمة : لقد حقق مؤتمر الصومام ما كان ينقص الثورة من تنظيم وشمولية ومكنها من خوض المراحل اللاحقة بثبات وثقة أكبر فكان بحق صغيرا بحجمه وكبيرا بقراراته .
****- رمــضانــــي -****